الاثنين، 3 مارس 2014

صور سريعة في شوارع السياسة.



الصورة الأولى

على رغم من كل ما يقال عن التنظيمات والأحزاب وما جاورها، فسيظل المستفيد من كل الإحداث والتراكمات هي هاته التنظيمات نفسها، ولذلك لا بديل عن التنظيم لمن يريد أن يمارس السياسة. فأما الذي لا يرغب في السياسة باعتبارها سلطة فلا يجب أن ينتقد هذه التنظيمات والأحزاب القريبة إلى فكره بشكل عام. وللتوضيح أكثر فلينين وكل الأعلام الماركسية حينما انتقدت التنظيمات والأحزاب المختلفة إنما كانوا ينطلقون من نفس الموقع أي من إطار تنظيمي فكان النقد نقدا حزبيا، لذلك ستعرف تنظيمات اليسار الجذري نفس النقد والمسار الذي كان يعيبونه على الآخرين، فالتنظيم والحزب من طبيعته وجوهره البيروقراطية والتخميم في حسابات الخسارة والربح. لذلك هناك خياران إما التضحية المجانية من أجل الجماهير وفي الحقيقة ستستفيد منها الإطارات المنظمة وليست الجماهير نفسها، وإما التكتل في تنظيم فنسقط في نفس الإشكالات التي نعيبها على الأخر القريب لنا، وإما سنعيد نفس السيناريوهات التنظيمية السابقة بشكل كاريكاتوري.Haut du formulaire
******
الصورة الثانية

في نظري يجب أن نفرق ما بين الشعارات التي ترفعها الجماهير والشعارات التي يرفعها حزب سياسي معين، فالشعارات الحزبية دائما تكون تابعة لحسابات الربح والخسارة وهذا شيئ طبيعي نظرا لطبيعة الحزب في حد ذاته كآلية للوصول إلى السلطة. أما الجماهير فالمنطق الذي يسيرها منطق مختلف بل هو مرتبط أشد الارتباط بحاجياتها الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فالفصل ضروري حتى لا نسقط شعارات حزبية على الأفق المطلبي الجماهيري، بل الذي يجب أن يكون هو تغير الشعار العام أو المطلب الأساسي للحزب بتغير نوعية وكم الحركة الجماهيرية.
*******
الصورة الثالثة

حينما تصبح الأشياء ممجدة في العالم الاجتماعي وصراعاته، فاعرف أنها لم تقوم لها قائمة، واعرف أنها أصبحت فعل ماض.

******

الصورة الرابعة
من السخافة بمكان أن نقول بأن ما يحدث في العالم العربي من رجات وانتفاضات مجرد تراجعات وانتكاسات .. تراجعات عن ماذا ؟ ما هو معيار الحكم ؟ وكأن نظام مبارك أو القذافي أو بن علي ... كان نظام تشع منه أنوار الديمقراطية ... يا أخي ما دامت البنى الاجتماعية تحمل تناقضات مأزقية من الحتمي ستؤدي إلى انفجارات سواء أححببنا ذلك أم كرهناه، فالامور ليست إرادوية نختار متى ينفجر الوضع ومتى لا ينفجر.
والحديث بلغة السلب والقدح في الجماهير وشعوب المنطقة هو حديث هراء لأنه يغفل أو يتناسى من سبب هذا الوضع وما الشروط التي أفرزت لنا مثل هاته الجماهير... هذه الأخيرة لم تنزل من السماء أو ظهرت من العدم
، بل هي نتاج سيرورة تاريخية. أما فيما يخص مسار التاريخ فهو لا يحتاج إلا النظرة الرومانسية للبعض حول الانتقال السلسل والسلمي بعيدا عن الصراعات الدموية .. بل التاريخ البشري هو تاريخ شلالات من الدماء، تاريخ القفزات على جماجم البشر. ما قلته هنا هو في إطار القول النظري أما فيما يخص الممارسة السياسية اليومية فتحدث تفاوضات وتراجعات وتنازلات ونوع من الانتظارية ولكن هذا ليس عاملا أو محددا للحديث بسلبية وكراهية ضد ما يحدث في العالم العربي وضد الشعب.

 *******

الصورة الخامسة

من خرافات التي قرأتها في كتابات زعيم الماويين أي ماوتسي تونغ قولته الشهيرة "العدو نمر من ورق" يعني أن العدو يظهر قويا ولكنه في الحقيقة وجوهره ضعيف، لو كانت هاته القولة صائبة فلماذا عاد العدو من جديد وسيطر على الحزب الشيوعي الصيني وأقام الرأسمالية التي أصبحت من الدوائر الرأسمالية الكبرى، ولماذا التاريخ يشهد بغلبة هؤلاء النمور من الورق في جل وأغلب الثورات. (ما تقرأه في كتب ستالين وماو تسي تونغ هو عبارة عن تحاليل عاطفية غير علمية).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق