الثلاثاء، 7 يناير 2014

شذرات في السياسة وما يجاورها. (الجزء الاول)


1- البعض لا يفرق ما بين العملية التحريضية الحماسية التي تتطلب عمليات واليات معينة تختلف عن الممارسة الفكرية النظرية التي تتطلب لغة وممارسة معينة مختلفة عن الاولى. وفي هذا السياق إذا كان البعض يريد مخاطبة الجماهير الفقيرة فالمكان ليس هو العالم الافتراضي، فهؤلاء الاشخاص اولا اميين وثانيا ليست لهم القدرة المالية لمتابعة ما يجري في العالم الافتراضي، وبالتالي فإن اتبعنا منهجية العالم الافتراضي فإننا سنسقط في نفس فخ 20 فبراير والتجارب الاخرى، سيظل نضالا نخبويا، أنا لا أقول بأنه لن يفيد شيئا غير أنه سيظل محدودا بمحدودية قاعدته البشرية وأفقها الاجتماعي، بعبارة أخرى فإن العمل الجماهيري يتطلب استراتيجية المراكمة على المدى البعيد من خلال مجموعة من الاليات، لا يجب أن نرى بأن التغيير الشامل يتحقق غذا أو في السنة القادمة بل يمكن أن يدوم لعشرات السنين.

2- من بعض الاشكالات التي يعاني منها مجموعة من مناضلي الجامعة عند خروجهم منها، هو عدم القدرة على مواجهة واقع الشارع بدينامياته ومعطياته وصراعاته التي تختلف بشكل كبير عن واقع الجامعة، فهذه الاخيرة نجد فيها نوع من البساطة والسهولة في التواصل والهامش المتاح للنضال كما يكون وجود الفرد مرتبط كليا بجماعة نحس بدفئها وحمايتها، وحينما يخرج فرد تلك الجماعة المرتبطة بالجامعة إلى الشارع ينفصل عن ذلك الدفئ والحماية والاحساس ببساطة الاشياء فيحس بالضيق والعجز فلا يقدر إلا على العودة من جديد إلى الجامعة، وكأن الجامعة أصبحت الافق والسقف النضالي الوحيد. فمن الخطوات الاولى التي يجب القيام بها من أجل تطوير الذات وإيجاد إجابات ومخارج، أولا القطع مع ذهنية الجامعة والتبعية لها، ثانيا يجب أن لا نطع العربة أمام الحصان اي حينما نعجز عن التواصل مع الواقع وإيجاد حلول عملية فيما يخص الممارسة لا يجب أن نرجع الخطأ في الواقع بل يجب أن ننتقد منهجيتنا وأفكارنا واليات تفسيرنا وتحليلنا للواقع أي يجب أن نعيد النظر في حمولاتنا الايديولوجية، فليس الواقع هو من يتبع الفكر بل الفكر هو التابع فهو جزء من الواقع، هذا لا يعني أن الفكر لا يأثر بل يأثر في حدود ما يتيحه الواقع نفسه.

3- عقلية التسلط والديكتاتويرية حالة ذهنية سائدة وثقافة مغروسة في تنظيماتنا من أحزاب ونقابات وفصائل.

4- لا تردو على العنف بالعنف، فالانتقام لن يولد إلا الانتقام ولن تغلق تلك الدائرة أبدا. هذا ما يريده ما نظنهم أعدائنا يريدون أن تظل هاته الدائرة مغلقة في دوامة من العنف والعنف المضاد، ففي هذا هم ينتعشون. لتكن إنسيا ذو أفق يتجاوز عنف الجاهل المتجبر قبل أن تكون بشريا ينطق بلغة الجسم في محاولة لتكذيب إجابة الواقع بإجابة تعتمد السيف والسلاح أداة للإجابة. أرجوكم ارتقو إلى الافضل واتركو تلك القشور الفكرية والايديولوجية التي عفا عنها الزمان. انساني وفقط لا رفيق ولا أخ.

5- يا أصدقائي الاعزاء خصوصا ، أقول لكم اتركوا تلك المصطلحات الواهية مثل مصطلح "المرتد" إنه من بقايا الفكر التكفيري الذي انتقل من الاصولية الدينية إلى الاصولية السياسية، إنها لا تزيد الوضع إلا سوءا. افتحوا سماء ذهنكم أمام الاختلاف فليكن فكركم ممتلأ ببصيرة السلام، لا تبعثوا شرر النفس وشرر الوجود الاجتماعي في وجودكم الذاتي ومع الاخر فتسود الرؤية ويسود معها العالم فتظنوا أن الحق معكم فقط، من أراد أن يتراجع فله ذلك من أراد أن يخون فله ذلك. ففي الاخر لسنا اوصياء على احد.

6- حينما نتحدث عن الشعب وعن الوطن القومي ... فإننا نتحدث عن مفاهيم تاريخية، تكونت وبرزت مع بدايات انتشار الرأسمالية الصناعية وسيطرة البرجوازية والفكر الليبيرالي. وبالتالي فإن هذه الافكار هي أفكار تتحدد انطلاقا من السيرورة (التبدل والتغير) بمعنى الشرط التاريخي حاضر دوما. وهذا ما لا يستحضره مجموعة من اليساريين والماركسيين في حديثهم بشكل طوباوي عن الشعب والوطن ... رغم أن الماركسية تستحضر الارتباط ما بين المفهوم وأساسه المادي، إذا هل من الممكن تجاوز المرحلة الليبرالية كأساس أيديولجي والرأسمالية كأساس مادي لهذه المفاهيم. 
فالإشكال المقصود هو هل حديثنا في هذه الظرفية عن الشعب والوطن بنفس الطريقة لسنين عديدة له أساس نظري/مادي، أم أننا مازلنا في منطومة الرعية مقابل الشعب والقبيلة مقابل الوطن. وهنا تطرح مسألة السلطة الثقافية (الصراع الأيديولجي).

7- العقل العربي عقل ثنائي تلفيقي بامتياز، يريد شيئا من الماضي وشيئا من الحاضر، شيئا من التراث وشيئا من الغرب، نحافظ على التقاليد ونساير الموضى، هو ضد بشار وفي نفس الوقت ضد التدخل الأجنبي. أليس هذا جزء من مشكل تخلفنا ومن ركائزه.
8- عن أي مقاومة وممانعة تتحدثون، ممانعة الحمقى والمجانين، والبعض يتحدث عن روسيا كأنها الاتحاد السوفياتي وعن إيران الخمينية كأنها دولة الأنوار ويهلل لكوريا الاشمالية لمجرد فتح فمها بالهراء الفارغ. ماذا نسمي نوعية هؤلاء البشر.

9- إن الثورة ليست جنة مفروشة من الورود، إنها سيرورة مليئة بالدم والارتدادات وأي ثورة لها ثورة مضادة. والحكم على النتائج لا يجب أن نربطه باللحظة، فالتاريخ لا يأبه باللحظات بل بالافاق البعيدة والمدى الطويل أي بالسيرورة. إن البنية في طور النشأة والتكون فلا تفزعوا ولا تقلقو بل انتظروا مزيدا من الدم والالام. الثورة مستمرة والثورة المضادة كذلك لأن التاريخ الاجتماعي مستمر.

10- الازمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، ليس دائما هي المحرك نحو التمرد والثورة، بل الوعي بالازمة؛ والوعي بالازمة يتطلب عملا من طرف الفئة التي وصلها الوعي على إيصال ذاك الوعي نحو البقية وذلك العمل قلنا وما زلت أقوله يتطلب استراتيجية واضحة وتراكما وصبرا ومدى طويل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق